التهابات الملتحمة

 

التهابات الملتحمة

الملتحمة هي الغشاء المخاطي لبياض العين والمبطن للجفنين العلوي والسفلي من الداخل وبها عدد من الغدد والخلايا المسئولة عن إفراز جزء من الطبقة الدمعية المغطية لسطح العين.

ولكن ما هي الامراض التي تصيب الملتحمة؟

إن أكثر أمراض الملتحمة شيوعاً هو التهابات الملتحمة وبالرغم من اختلاف أنواعها فإنها تعرف باسم واحد وهو كلمة "الرمد" والأصل في الكلمة عربي فيقال رمدت العين أي أحمرت ومرضت. ولكن الكلمة اللاتينية هي Conjunctivitis أي التهاب الملتحمة.

 

والآن لنناقش أنواع التهاب الملتحمة:

التهاب الملتحمة الصديدي  عند حديثي الولادة   اولا :

 

يحدث هذا الالتهاب بمجرد ولادة الطفل ولادة طبيعية حيث تتلوث عيناه من قناة المهبل بالذات لأنه في اليومين الأولين لا تكون الطبقة الدمعية قد تكونت "وهي مليئة بالانزيمات والأجسام المضادة للبكتيريا" فيصاب الطفل باحمرار شديد بكلتا العينين مع إفرازات صديدية صفراء وكثيفة وتؤدي إلى التصاق رموش الجفون ببعضها البعض وبالتالي يصعب معها فتح عين الطفل.
و لتفادي هذه الحالة المرضية فأنه بمجرد ولادة الطفل توضع له قطرة مضاد حيوي كإجراء روتيني مصحوب بإجراءات أخرى متعلقة بتنظيف جميع أعضاء جسم  المولود بمجرد الولادة ولكن إذا استمرت هذه الحالة يجب على الأم الذهاب فوراً إلى طبيب العيون ليصف لها قطرة مضاد حيوي تستعمل أثناء استيقاظ الطفل و مرهم مضاد حيوي يوضع داخل الجفن بمجرد نوم الطفل  والعين مغلقة وهي الفترة التي ينشط بها الميكروب ويتكاثر. وكل ذلك يكون مقروناً باستخدام حمض البوريك 4% وهو مطهر ومزيل للإفرازات المتكونة والتي لابد من إزالتها كلما تكونت حيث أنها تحتوي على الميكروب وفي أغلب الأحيان لا تستمر الحالة أكثر من عشرة أيام إلى أسبوعين ويجب ألا ينقطع علاج الطفل خلال هذه المدة.

 

التهاب الملتحمة الصديدي المخاطي   ثانيا :

 

وهي من أكثر أنواع التهاب الملتحمة شيوعاً ومن أكثرها قابلية للعدوى والانتشار وتتمثل أعراضها في: احمرار بالعين وإحساس بوجود جسم غريب أو شعرة أو ما إلى ذلك بالإضافة إلى وجود الإفرازات الصديدية وبها نسبة من الخطورة.
وعندما يستيقظ المريض من النوم تكون رموشه مشتبكة وملتصقة ببعضها البعض ولكن هذا أيضاً يكون مصحوباً بزغللة بسيطة لوجود إفرازات  أمام محور الإبصار مع وجود زيادة في الدموع.
وعندما يذهب المريض للطبيب يصف له قطرة مضاد حيوي توضع خمس مرات في اليوم مقسمة على طول فترة الاستيقاظ كما يوصف له مرهم مضاد حيوي يوضع داخل الجفن قبل النوم مباشرة والجفون مغلقة حتى يتم القضاء على الميكروب أثناء تكاثره.

 

ولابد من التأكد من بعض الإجراءات الصحية التي يلتزم بها المريض حتى لا تطول فترة الالتهاب وهذه الإجراءات تحديداً:

 

تغيير كيس المخدة يومياً: حيث أن المريض حينما ينام تدمع عيناه وهذه الدموع تكون مليئة بالميكروب الذي يلتصق بكيس المخدة وعندما ينام المريض في اليوم التالي يصبح كيس المخدة معدياً للمريض لذا تطول فترة الالتهاب لأنه كلما تماثل المريض للشفاء يأخذ عدوى مرة أخرى من كيس المخدة.

عدم استخدام فوط أو مناشف: بل يفضل استخدام مناديل ورقية لتجفيف الوجه واليدين بحيث تستعمل مرة واحدة ثم تلقى في سلة المهملات.

وبالنسبة للسيدات يفضل عدم استخدام مستحضرات تجميل الرموش والجفون لأنها قد تصبح مصدراً للعدوى.

الجدير بالذكر: أنه إذا كان المريض من مستخدمي العدسات اللاصقة عليه أن يتوقف عن استخدامها حتى تنتهي فترة الالتهاب وقد يحتاج المريض إلى تعقيم او تغير العدسات بعد ذلك للتأكد من عدم إصابتها بالعدوى.
ويستمر العلاج لفترة تصل إلى أسبوع وقد تمتد إلى اسبوعين ولكنها في الأغلب لا تترك أي أثر على العين بعدها.

 

ثالثاً: التهاب الملتحمة الحبيبي:

 

وتحدث هذه الالتهابات نتيجة عوامل بعضها يرجع للحساسية والآخر نتيجة للالتهاب بنوع من الميكروبات الضعيفة أو نتيجة للأتربة والغبار الملوث فيصبح سطح الملتحمة حبيبي الملمس بدلاً من أن يكون أملس فيشعر المريض بوجود رمال في عينيه وبخشونة من احتكاك سطح الملتحمة المبطن للجفن بمقلة العين...
وهنا يصف الطبيب للمريض قطرة ومرهم بهما مضاد حيوي وكورتيزون بسيط حتى يغطي الطبيب احتمال الميكروبات الضعيفة والحساسية والأتربة في بعض الوقت وأغلب الأوقات تختفي الأعراض في خلال أسبوع إلى أسبوعين.

 

رابعاً: حبوب الملتحمة:

 

وهي شائعة بعض الشيء وتحدث كنتيجة لمرض التراكوما "Trachoma" وهو مرض متوطن في مصر وكثير من دول الشرق الأوسط وينتقل عن طريق الذباب وبعد مرحلة طويلة من الالتهابات المتكررة تتكون حبوب صلبة تبرز من خلال الملتحمة وتحتك بسطح مقلة العين فتسبب احمراراً شديداً وشعوراً بالخشونة الشديدة يؤدي إلى كثرة الدموع وعلاجها يكون عن طريق إزالتها عند طبيب العيون وهو إجراء بسيط يمكن إجراؤه في العيادة حيث توضع قطرة مخدرة لسطح الملتحمة ثم يستخدم الطبيب سن إبرة الأنسولين الرفيع لإزالة هذه الحبوب بدون أن يشعر المريض بأي ألم...وهي شائعة بعض الشيء وتحدث كنتيجة لمرض التراكوما "Trachoma" وهو مرض متوطن في مصر وكثير من دول الشرق الأوسط وينتقل عن طريق الذباب وبعد مرحلة طويلة من الالتهابات المتكررة تتكون حبوب صلبة تبرز من خلال الملتحمة وتحتك بسطح مقلة العين فتسبب احمراراً شديداً وشعوراً بالخشونة الشديدة يؤدي إلى كثرة الدموع وعلاجها يكون عن طريق إزالتها عند طبيب العيون وهو إجراء بسيط يمكن إجراؤه في العيادة حيث توضع قطرة مخدرة لسطح الملتحمة ثم يستخدم الطبيب سن إبرة الأنسولين الرفيع لإزالة هذه الحبوب بدون أن يشعر المريض بأي ألم...

 

خامساً التهاب الملتحمة بميكروب الكلاميديا:

 

وتكثر الإصابة بهذا الالتهاب وبالذات في فصل الصيف وعند ذهاب أفراد الأسرة إلى المصايف أو عند ذهابهم للاستحمام بحمامات السباحة.
ونتيجة للعادات السيئة التي يمارسها البعض وذلك بالتبول في حمام السباحة فتنتقل الميكروبات من هذا البول إلى أعين الآخرين واحتمال كبير إلى عين الشخص الذي  قام بالتبول في حمام السباحة, والأعراض شبيهة بباقي التهابات الملتحمة من احمرار ودموع وإفرازات وتنتشر العدوى بصورة كبيرة نتيجة استخدام نفس المناشف وانتقال العدوى عن طريق الماء... ويصف الطبيب للمريض القطرة والمرهم المحتوية على المضاد الحيوي مع الالتزام بالإرشادات الصحية السالف ذكرها...

 

سادساً: التهاب الملتحمة الفيروسي:

 

وتكثر الإصابة به خاصة بعد الإصابة بنزلات البرد وأيضاً في المصايف وهنا يعاني المريض من احمرار شديد جداً مع وجود دموع غزيرة ولكن كمية الإفرازات "العماص" تكون قليلة للغاية أن وجدت أصلاً.
ويتميز هذا النوع أيضاً بالميل الشديد للانتشار والعدوى. وهنا يصف الطبيب للمريض قطرة فيها مضاد للفيروس ومزيل للاحتقان... وفي بعض الأحيان يكون العرض المرضي وجود نزيف دموي أحمر قاني يصبغ بياض العين مما يصيب المريض بالهلع ولكن الأمر في حقيقته لا يعدو أكثر من هذا الالتهاب وسرعان ما يزول هذا النزيف الدموي بقطرات بسيطة دون أن يؤثر على درجة إبصار العين...
 

سابعاً: التهاب الملتحمة الربيعي "الرمد الربيعي":

 

هذا النوع من الالتهابات يتميز بتكراره مرة على الأقل سنوياً وفي بعض الأحيان يتكرر لأكثر من مرة في العام الواحد ولكن أشهر أوقات حدوثه عند حلول فصل الربيع وذلك عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية بصفة عامة سواءاً من تناول أكلات معينة "الفراولة والموز واللبن والشيكولاتة... الخ" أو حدوث أزمات ربو متكررة, وعند حلول فصل الربيع تنشط الرياح الحاملة لحبوب لقاح الزهور, وأيضاً الأتربة فتثير جهاز المناعة عند الأطفال بصورة خاصة وتبدأ الملتحمة في الاحتقان وتتكون زوائد منتفخة تسبب رغبة شديدة في هرش العين فيقوم الطفل بدعكها بشدة علاوة على وجود دموع غزيرة واحمرار شديد وعدم التمكن من مواجهة الضوء ويشعر الطفل بسخونة شديدة في عينيه...
والواقع ان المرض بهذه الصورة يعتبر من أكثر التهابات الملتحمة تكراراً ويسبب معاناة للطفل وأسرته لمعرفتهم أن هذا الالتهاب سيتكرر بصورة مستمرة من آن لآخر والأمر الأكثر خطورة هو أن العلاج الأساسي لهذا المرض هو قطرات الكورتيزون وأيضاً قطرة مثبطة للخلايا المسببة للالتهاب وتعمل كغطاء لخلايا يطلق عليها "Mast cells" والتي عندما تتكسر تفرز مواد كيميائية مسببة للالتهاب والحساسية  الشديدة.
ومكمن الخطورة هنا أن قطرات الكورتيزون والتي لا غنى عنها تسبب على المدى البعيد ارتفاعاً في الضغط أي يصاب الطفل بالمياه الزرقاء بسبب علاج الرمد الربيعي. وكم من حالة مياه زرقاء ثانوية لاستخدام الكورتيزون أصيب بها الأطفال الذين يعانون من الرمد الربيعي لذا لابد من الحذر الشديد عند استخدام قطرات الكورتيزون في تلك الحالات والتعامل معها على أنها حالات مزمنة لا مفر من تكرار الإصابة بها... وقد تم اخيرا التوصل الي نوع خاص من قطرات الكورتيزون لا يؤدي استخدامه الي ارتفاع ضغط العين  لانه يتفاعل فقط مع انسجة الملتحمة المصابة بالحساسية اما عند دخوله الي داخل مقلة العين فيتم تكسيره بواسطة انزيمات خاصة موجودة بالقرنية و بالتالي لا يؤدي الي ارتفاع ضغط العين.