انتفاخ الجفون



يشكو الكثير من المرضى في جميع الأعمار من انتفاخ بالجفون خصوصاً السفلية, وتعددت المعتقدات حول السبب, فما هي هذه الانتفاخات وما سببها الطبي؟

كما هو معروف فإن العين محاطة بكمية من الدهون تفصل بينها وبين عظام الحجاج وتعمل هذه الدهون كمصدات أو وسائد لامتصاص الصدمات كما تسهل حركة العين يميناً ويساراً ولأعلى ولأسفل وعادة ما تبقى هذه الدهون داخل تجويف الحجاج محيطة بمقلة العين.

وانتفاخات الجفون والتي تسمى بالجيوب الدهنية هي حركة جزء من هذه الدهون إلى داخل الجفون خاصة السفلية.

ومن أشهر المعتقدات الخاطئة أن هذه الانتفاخات تدل على تعاطي المخدرات أو المسكرات وهذا غير صحيح على الاطلاق... وهناك معتقد خاطئ أيضاً أن هذه الانتفاخات سببها قلة النوم أو السهر ليلاً وهذا اعتقاد خاطئ أيضاً, أما آخر المعتقدات الخاطئة فهو أن هذه الانتفاخات دليل على وجود مرض الكبد أو الكلى أو أملاح زائدة, وكل هذا غير صحيح.


فلماذا تحدث هذه الانتفاخات إذن؟

أهم عوامل حدوث هذه الانتفاخات وحركة الدهون من داخل الحجاج إلى الجفن هو العامل الوراثي... فنجد الأم وابنتها تعانيان من نفس الظاهرة وفي سن مبكرة.

أما العامل الثاني فهو التغيير السريع في الوزن... كما تزيد نسبة الانتفاخات عند المدخنين عنهم في غير المدخنين لقلة حيوية الجفون في المدخنين, كما تحدث هذه الانتفاخات في سن مبكر في حالات اضطراب الهرمونات الأنثوية وفي بعض حالات مرضى الغدة الدرقية.

أما لماذا تتركز هذه الدهون في الجفون خصوصاً السفلية؟

يرجع السبب في ذلك إلى أن جلد الجفون أقل سمكاً من بقية الجلد في الوجه ولأنه أقل التصاقاً بالعضلات الموجودة أسفله مما يسهل على الدهون الترسب تحت جلد الجفون فتحدث الانتفاخات أو الجيوب.

وفي المراحل الأولى من حدوثها تتميز الدهون بسهولة نسبية في الحركة خصوصاً مع الجاذبية فتظهر بصورة أوضح عند استلقاء المريض على ظهره منها أثناء وقوفه, مما يجعل المريض يلاحظ أنها أكثر في الصباح عند القيام من النوم "باصحى عيني منفخة " كما أنه في المراحل الأولى يكون جلد الجفن لا يزال متمتعاً بالحيوية والليونة الطبيعية رغم وجود الانتفاخات أما إذا استمرت لفترة طويلة فيبدأ الجلد في الترهل والانتفاخ وتظهر به التجاعيد بصورة أوضح.

هل هناك علاج دوائي للانتفاخات وهل يؤدي الالتزام بعدد ساعات النوم وعدم السهر إلى اختفائها؟

للأسف لا توجد أية وسيلة دوائية كالقطرة أو المراهم لعلاج الانتفاخات ولا يدوايها النوم, بل أنها بصفة عامة تزيد تدريجياً مع مرور الوقت وتؤدي إلى تغييرات في جلد الجفن كما ذكرنا.

إذن فما هو الحل؟

في المراحل الأولية وعندما يكون جلد الجفن لا يزال سليماً ومحتفظاً بليونته يتم إزالة أو شفط هذه الدهون من داخل الجفن وهي عملية بسيطة للغاية وتتم بدون مخدر عام أو فتح جراحي أو خياطة, ولا تستغرق العملية سوى دقائق لكل جفن ولا يحتاج المريض للبقاء بالمستشفى ولا يحتاج لوضع غيار على العين كما تستمر نتيجة العملية لسنوات وسنوات عندما تجري بالطريقة السليمة.

ويطرح كل المرضى سؤالاً تقليدياً... إذا أزلنا أو شفطنا الدهون ألا يؤدي ذلك إلى كرمشة الجفن الذي كان منتفخاً؟

والأجابة هي لا... طالما كان الجفن محتفظاً بليونته وحيويته في المراحل الأولى وهذا ما يجعلنا نؤكد أهمية عدم الانتظار سنوات فيفقد الجفن حيويته وليونته ونضطر عندئذ إلى إجراء شد للجفن مع إزالة الدهون أو شفطها وهذا هو الأسلوب المستخدم في المراحل المتأخرة والتي استمر بها الانتفاخ لعدة سنوات.

وقد تطورت العملية المستخدمة في هذه الحالات حيث لا يتم فيها إزالة الدهون بصورة كاملة بل يمكن في بعض الأحيان إعادة الدهون إلى داخل تجويف الحجاج أو تثبيتها تحت الجفن كعلاج لبعض التجاعيد الموجودة أسفل الجفن أو نقلها عن طريق الشفط من الأرداف أو جدار البطن وحقنها في الخدود لإعادة النضارة والحيوية للخدود كبديل عن حقن الكولاجين Fillers, علماً بأن أيا من هذه العمليات لا تؤثر على مقلة العين أو حركتها حيث أن كمية الدهون المحيطة بالعين كبيرة جداً وما يتحرك منها ويترسب في الجفون لا يمثل سوى جزء بسيط من الدهون المحيطة بالعين وإزالته أو شفطه أو نقله إلى مكان آخر لا يؤثر مطلقاً على العين.