العصب السابع (عصب الوجه)

العصب السابع أو عصب الوجه هو العصب الرئيسي المسئول عن حركة عضلات الوجه في الجبهة والحاجب والجفون والوجنتين والشفتين, كما أنه مسئول بالاشتراك مع العصب الخامس في التحكم في المضغ.

والعصب السابع هو العصب الذي يتحكم في حركة عضلات الوجه المسئولة عن التعبير عن الحالات النفسية المتعددة. العصب السابع هو أيضاً المسئول عن إفراز الدموع وإفراز اللعاب, والعصب السابع الأيمن مسئول عن نصف الوجه الأيمن والعكس صحيح.

وتعتبر حالات الإصابة بمرض شلل العصب السابع من أكثر الأمراض حدوثاً في منطقة الوجه وأكثرها تأثيراً على الجفون والعين كما أنها من أكثر الحالات التي حدث بها تطور في طرق وأساليب العلاج.

وينتج شلل العصب السابع عن الإصابة ببعض الفيروسات أو نتيجة الالتهابات المزمنة في الأذن الوسطى أو نتيجة بعض أورام الأنسجة المحيطة بالعصب وإن كانت أغلب الحالات تحدث بدون سبب ظاهر وتكون غالباً نتيجة للتعرض لتيارات هوائية باردة مثل التكييف أو المراوح أوالقيادة لفترات طويلة اثناء السفر... وأغلب هذه الحالات تكون مصحوبة بخلل في مناعة الجسم يساعد على حدوث الشلل في العصب السابع.

ويبدأ المرض عادة بالإحساس بألم شديد في منطقة الأذن والنصف المصاب من الوجه ثم يفقد نصف الوجه المصاب القدرة على الحركة فينحرف الفم إلى الناحية الأخرى ويتأثر النطق ومخارج الألفاظ ويكون المضغ صعباً وتفقد الجفون القدرة على الحركة وبالتالي يفقد المريض القدرة على إغلاق العين في الناحية المصابة من الوجه وتتهدل الجفون العلوية والسفلية ويحدث انقلاب خارجي في الجفن السفلي وتسقط الدموع على الخد بصورة مستمرة مما يؤدي إلى التهاب الجفن الأسفل.

وتبقى العين مفتوحة طوال اليوم وأثناء النوم مما يعرض سطح القرنية للجفاف الشديد والتقرحات... ويحدث أيضاً شلل في عضلات الحاجب والجبهة وقد يكون مصحوباً بطفح جلدي في بعض الحالات الفيروسية أو بضعف في السمع نتيجة تأثر الأذن الوسطى أو عضلاتها.

وتستمر الحالة عادة من شهرين إلى ثلاث شهور ويبدأ التحسن تدريجياً مع استرداد العضلات لوظيفتها حتى يحدث الشفاء الكامل في حوالي 85% من الحالات أو أكثر في غضون ثلاث شهور باستخدام العقاقير والعلاج الطبيعي.

وأهم مضاعفات الشلل في مراحله الأولى هو تعرض العين للجفاف وحدوث قرح القرنية مما يهدد بفقدان البصر لعدم قدرة الجفون على حماية العين خاصة أثناء النوم وحدوث انقلاب خارجي في الجفن السفلي.

ويعتمد الحل الدوائي التقليدي على استخدام قطرة ضد الجفاف بصورة مستمرة مع استخدام مراهم أثناء النوم وغلق العين برباط أثناء النوم منعاً لحدوث الجفاف والتقرحات أما إذا كانت درجة شلل الجفون شديدة والقرنية مهددة أو مصابة فعلاً بتقرحات فكان الحل التقليدي هو غلق العين عن طريق توصيل الجفن العلوي بالجفن السفلي جراحياً.

ورغم بساطة العملية إلا أنها كانت تؤدي إلى تشويه الجفون على المدى الطويل, ولذلك تم الآن الاستعاضة عن ذلك باستخدام طريقة الحقن بمادة البوتيولينم في الجفن العلوي مرة واحدة عند حدوث الشلل وتؤدي الحقنة إلى تنظيم غلق العين بصورة مؤقتة لمدة شهرين إلى ثلاث شهور ثم يقل مفعولها تدريجياً مع عودة العصب إلى وظيفته الطبيعية دون الحاجة إلى أي جراحات, ثم تطور الحقن فإصبح من الممكن التحكم في درجة إغلاق العين ومدة الإغلاق باستخدام جرعات محددة من الحقن تتناسب مع درجة الشلل الموجودة بالعصب السابع لحين استعادة العصب لكامل وظيفته.

أما إذا استمر الشلل لأكثر من ثلاث شهور أو لم يتم الشفاء الكامل فهنا يستوجب الأمر التدخل لحماية القرنية والعين بصورة دائمة وليست مؤقتة فقط ويتم ذلك جراحياً... وكان الأسلوب التقليدي القديم يعتمد على شد الجفون أو غلق جزء من فتحة العين في الناحية المصابة من الوجه مما ينتج عنه اختلاف في شكل العين عن مثيلتها في الناحية السليمة من الوجه, أما الآن فيتم الاستغناء عن هذا الأسلوب ويتم بدلاً منه زرع منظم لحركة الجفن يتم عن طريقة غلق العين بصورة طبيعية كما هي الحالة في النصف السليم من الوجه.

ويصنع هذا المنظم من الذهب الخالص أو البلاتين ويتم زراعته في الجفن العلوي باستخدام مخدر موضعي وهذا المنظم يتم تصنيعه طبياً خصيصاً لهؤلاء المرضى وهو متوفر في أحجام وأثقال مختلفة حيث يتم اختيار الحجم والثقل المناسب لكل مريض بما يتناسب مع احتياجه لغلق عينه بدرجة مناسبة طبيعية.

أما في الجفن السفلي فيمكن زرع سديلة من أنسجة الفخذ التي تقوم بوظيفة عضلات الجفن السفلي وهذه السديلة يتم زرعها داخل الجفن عن طريق فتحة صغيرة لا تتعدى 1سم فتنمو عليها عضلات الجفن مما يساعد على غلق العين وهذه العملية أصبحت بديلاً عن عمليات نقل العضلات التي كانت تتم في السابق.

وحيث أن العصب السابع هو أيضاً المسئول عن إفراز الدموع فإن حالات الشلل الدائم في العصب تكون مصحوبة بنقص في إفراز الدموع مما يؤدي إلى جفاف بالعين مما يساعد على زيادة نسبة حدوث تقرحات بالقرنية ولذا يتم تركيب سدادات قناة دمعية للمرضى المصابين بالشلل الدائم للعصب السابع كما هو موضح في طريقة علاج جفاف العين المذكورة في موضوع الدموع.

أما آخر مضاعفات شلل العصب السابع الدائم فهو مرض دموع التماسيح والمذكور ايضا في موضوع الدموع .