الدمـــــــــــــوع

 

ينقسم الجهاز الدمعي إلى قسمين: قسم مسئول عن إفراز الدموع وقسم مسئول عن تصريف الدموع.

إفراز الدموع:

يتم إفراز الدموع بواسطة الغدة الدمعية الرئيسية وهي مسئولة عن إفراز حوالي 75% من كمية الدموع, وتقع الغدة أعلى العين وتحت الحاجب داخل تجويف الحجاج وهي مثبتة في عظام الحجاج بواسطة عدة أربطة وتقوم هذه الغدة بتوصيل الدموع إلى سطح العين من خلال حوالي 12 قناة دمعية تمر في أعلى الملتحمة.

وهناك أيضاً الغدد الدمعية الثانوية وهي مسئولة عن إفراز باقي كمية الدموع, وتقع هذه الغدد في أنسجة الملتحمة خصوصاً الجزء العلوي منها وحول القرنية ويتميز إفراز هذه الغدد بوجود نسبة عالية من المواد الدهنية والمخاطية بها مما يساعد على توزيع الدموع بصورة سليمة على سطح القرنية.

وهناك طريقان أساسيان لإفراز الدموع: أولهماهو الإفراز المستمر الذي يتم طوال 24 ساعة بدون احساس الشخص الطبيعي به وتكون كميته بسيطة ومستمرة أما ثانيهما فهو الإفراز كرد فعل يتم نتيجة وجود سبب مثل التهاب بالعين أو عند الانفعال مثل البكاء أو الضحك الشديد وتكون كميته كبيرة وعلى فترات ( الإفراز الطارئ).

تصريف الدموع:

أما تصريف الدموع فيتم من خلال القنوات الدمعية وهي عبارة عن شبكة متكاملة من القنوات موجودة في أقصى الجفون عند الأنف عبارة عن قناة من الجفن العلوي قطرها حوالي 1-2 مم وأخرى مماثلة من الجفن السفلي يمران في اتجاه زاوية العين من ناحية الأنف تحت الجلد لمسافة 8-10مم ثم يتحدان لعمل كيس دمعي يتم فيه تخزين الدموع ويقع ما بين العين والأنف وتخرج من أسفله القناة الدمعية الرئيسية التي تمر حوالي 18مم ما بين عظام الأنف حتى تفتح داخل تجويف الأنف ثم إلى البلعوم.

وهذا يفسر شعور الشخص الطبيعي بمذاق القطرة التي يستخدمها في عينه حيث تصل هذه القطرة إلى تجويف الأنف والبلعوم والفم من خلال القنوات الدمعية.

فائدة الدموع:

للدموع عدة وظائف غاية في الأهمية لضمان أداء العين لمهامها فهي المسئولة عن جعل سطح القرنية أملس ومستوياً حتى يتم انكسار الأشعة المرئية والضوء بصورة سليمة فتتكون الصورة على الشبكية بصورة سليمة ولذا فعندما يحدث اختلال لوظيفة الدموع تتأثر الرؤية خصوصاً في حالات نقص الدموع الشديد الذي يسمى جفاف العين.

والدموع أيضاً مسئولة عن إمداد القرنية بالاكسجين والجلوكوز الضروريين لها وكذلك التخلص من نواتج التمثيل الغذائي وحرق الجلوكوز مثل ثاني أكسيد الكربون, كما أن الدموع بها نسبة عالية من الانزيمات والأجسام المضادة ضد الميكروبات والفيروسات التي تساعد على حماية العين من الالتهابات.

والدموع وسيلة فعالة لتنظيف العين من أي مواد ضارة مثل الأتربة أو الإفرازات السامة وهي ضرورية أيضاً لترطيب القرنية عند ارتفاع درجة الحرارة. وأخيراً الدموع إحدى طرق التعبير عن المشاعر الأنسانية.

دورة الدموع:

يتم إفراز الدموع يومياً بمعدل يزداد في حالات الحرارة كما في فصل الصيف أو عند التعرض لتيارات الهواء وفي النهار أكثر من الليل.

وتصل الدموع إلى سطح العين, حيث يتم توزيعها عن طريق حركة الجفون التي تشبه في وظيفتها المضخة التي تتولى توزيع الدموع بطريقة سليمة على سطح العين ثم تتجه على حافة الجفن إلى فتحات تصريف الدموع محملة بالإفرازات والمواد التي لا تحتاجها العين في طريقها عبر القنوات الدمعية إلى تجويف الأنف.

وعلى ضوء ذلك فإن أمراض الجهاز الدمعي يمكن تقسيمها إلى ثلاث أنواع رئيسية هي: أمراض نتيجة خلل في الإفراز, وأمراض نتيجة خلل في التوزيع, وأمراض نتيجة خلل في التصريف.

أمراض نتيجة خلل في الإفراز:

وأهمها وأشهرها على الإطلاق هو نقص إفراز  الدموع أو ما يسمى بجفاف العين.

ويعتبر جفاف العين أكثر أمراض العيون شيوعاً ويصيب عادة السيدات من كبار السن بعد الخمسين ويعتبر نقص الهرمون الأنثوي (الاستروجين) من أهم أسبابه حيث أن نقص الهرمون يؤدي إلى قلة إفراز الدموع من الغدة الدمعية. أما أسباب النقص الأخرى فمنها التدخين خصوصاً عند الرجال وبعض الأمراض المناعية الي تؤدي إلى نقص إفراز الغدد المختلفة بالوجه مثل غدة الدموع وغدة اللعاب ويعاني هؤلاء المرضى من جفاف بالعين وجفاف بالفم والحلق ويعانون من صعوبات شديدة عند البلع أو الكلام.

ويؤدي جفاف العين إلى اضطراب بالرؤية ( زغللة) مع أحساس المريض بحرقان في العين ورغبة في دعك أو حك (هرش) العين بصورة مستمرة مع احمرار بها ويصاحب الجفاف حدوث إفراز مخاطي سميك مع تكرار حدوث التهابات بالعين.

وتزداد الحالة سوءاً في الصباح عند الاستيقاظ من النوم ويعاني المريض من عدم وضوح الرؤية لفترة بعد الاستيقاظ ويضطر أغلبهم إلى وضع ماء داخل العين حتى يستطيعوا مباشرة أعمالهم بعد الاستيقاظ مباشرة.

كما تزداد الحالة في الصيف عنها في الشتاء وفي المناطق الحارة عنها في المناطق الباردة. أما أغرب ما في شكوى المريض بالجفاف فهو أنه يشكو من دموع بالعين على فترات رغم الجفاف, وهذه ظاهرة طبية معروفة ويمكن تفسيرها أن نقص إفراز الدموع المستمر يكون سبباً في أحساس العين بالجفاف فتستغيث العين بالمخ الذي يقوم بإرسال إشارة إلى الغدد لاستخدام "الإفراز الرد فعلي" المخصص لحالات الطوارئ, فتنهمر الدموع على فترات متقطعة ولكن دون أن يؤدي ذلك إلى تحسن الحالة.

وكما هو معروف فإن أعراض جفاف العين تتشابه في أغلب الأحيان مع أعراض حساسية العين من احمرار وحكة وإفراز مخاطي مما يؤدي بالمريض إلى استعمال قطرات متعددة للحساسية دون فائدة لأن هذه القطرات تزيد الحالة سوءاً لأنها تقلل من إفراز الدموع.

والتشخيص السليم لحالات جفاف العين يعتمد اساساً على قياس كمية إفراز الدموع بالعين باستخدام مقياس مخصص لذلك, وهي تتم في خلال دقائق وبدون تخدير وبدون ألم ويمكن تحديد كمية الدموع ودرجة الجفاف عن طريقها ويسمى ذلك اختبار Schirmer.

علاج جفاف العين:

الطريقة التقليدية لعلاج جفاف العين يعتمد على استخدام المريض لقطرات عبارة عن دموع صناعية تم تحضيرها في المعمل وقد تطورت التركيبة الكيميائية لهذه الدموع الصناعية حتى تتشابه مع الدموع الطبيعية ولكن لا يزال يعيبها وجود نسبة من المواد الحافظة الصناعية بها, ويوجد منها حديثاً بعض الأنواع التي لا تشمتمل على مواد حافظة ولكن يجب استعمال العبوة في خلال فترة زمنية قصيرة لا تتعدى يوماً واحداً ولا يمكن تخزينها مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة العلاج على المريض.

وهذه القطرات يحتاج المريض إلى استخدامها بصورة دائمة مدى الحياة, ويتوقف معدل استخدامها على درجة الجفاف بالعين وحالة الجو أثناء الفصول المختلفة فبعض المرضى يحتاجها 3 أو 4 مرات يومياً فقط والبعض الآخر يحتاجها كل ساعة على مدار اليوم.

أما الطريقة الحديثة لعلاج الجفاف فتعتمد على تقليل سرعة تصريف الدموع الطبيعية من العين والمحافظة على الدموع الطبيعية دون الحاجة لإستخدام دموع صناعية خارجية كما كان يحدث تقليديا, ويتم ذلك عن طريق تركيب صمامات أو سدادات في فتحات قنوات الدموع  ويتم تركيبها في دقيقة واحدة وبدون تخدير ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة عند التركيب أو بعده وهي مصنعة من مواد خاملة لا تتفاعل مع الجسم.

ويوجد عدة أنواع من هذه الصمامات الدمعية منها المؤقت والدائم والمتعدد الاستعمال بما يتناسب مع حالة المريض ودرجة الجفاف ويمكن إزالتها أو إعادة تركيبها حسب الحاجة, وبعض المرضى يستخدمها فقط أثناء فصل الصيف عند ارتفاع الحرارة دون الحاجة لاستعمالها في الشتاء, وهذه الطريقة شائعة جدا في دول الخليج العربي حيث الحرارة الشديدة في الصيف وقد أصبحت هذه الطريقة هي الطريقة الأساسية والأكثر شيوعاً حالياً في علاج أغلب أنواع جفاف العين... ويمكن استخدام الطريقة التقليدية (القطرات) مع الطريقة الحديثة (السدادات) في آن واحد في الحالات الشديدة عندما تقل الدموع الطبيعية بنسبة كبيرة.

وهناك الكثير من الأبحاث التي تتم حالياً لمحاولة علاج نقص الدموع عن طريق حث الغدة الدمعية على زيادة إفرازها دوائياً أو عن طريق زرع كبسولات تحت الجلد تحتوي على مواد مسيلة للدموع ويتم إفرازها تدريجياً على مدى شهور, ولكنها مكلفة للغاية ولا يمكن إزالتها إذا تم تركيبها.

وفي جميع الحالات يجب التوقف عن التدخين وعلاج نقص الاستروجين بواسطة طبيب متخصص عند السيدات فوق الخمسين, ولهذا فإن استخدام السدادات لا يزال هو الطريقة المثلى حالياً لعلاج جفاف العين وستظل كذلك لسنوات طويلة قادمة لارتفاع نسبة نجاحها وعدم حدوث أي مخاطر عند استخدامها مع عدم ارتفاع تكلفتها.

أما النوع الثاني من أمراض الدموع التي تحدث نتيجة لخلل في الإفراز فهو مايسمى مرض "دموع التماسيح" وهو قليل الحدوث... ففي هذا المرض تتكون علاقة ما بين إفراز اللعاب والإفراز الرد فعلي للدموع ينتج عنها إفراز كمية كبيرة من الدموع كلما حدث إفراز للعاب عند الأكل أو الأحساس بالجوع... تماماً مثل التماسيح التي تبكي عند اصطياد الفريسة ولذلك سمي المرض بدموع التماسيح.

وعادة يكون السبب في ذلك هو حدوث شلل أو أصابة مؤقتة بالعصب السابع (عصب الوجه) وهو المسئول عن التحكم في إفراز الدموع وإفراز اللعاب وينتج عن الشلل أو الإصابة تكون وصلة عصبية كهربائية خاطئة تربط ما بين غدد الدموع والغدد اللعابية.. وتسبب هذه الحالة حرجاً اجتماعياً شديداً للمريض الذي يصاب بنوبة من إفراز الدموع كالبكاء عند الأكل أو الشرب خصوصاً إذا كان المريض فتاة أو سيدة.

أما العلاج فكان يعتمد على إجراء جراحة في الوجه لفصل الوصلة العصبية الخاطئة وكانت نسبة النجاح ضئيلة نوعاً ما رغم ما يحيط العملية من مخاطر أهمها ترك ندبة بالوجه من أثر العملية, أما الآن فيمكن العلاج عن طريق استخدام الحقن بمادة البوتيولينم بالغدة الدمعية مما يؤدي إلى توقف عمل هذه الوصلة العصبية الخاطئة وتوقف إفراز الدموع عند الأكل بصورة تامة علماً بأن مفعول هذه الحقنة يستمر مدة حوالي 6 أشهر كاملة, ثم يجب تكرارها عدة مرات والحقن يتم بدون استخدام مخدر أو دخول المستشفى ولا يترك آثاراً جانبية.

أمراض نتيجة خلل في توزيع الدموع:

ويقصد بهذه الأمراض أن إفراز دموع العين يكون سليماً من ناحية الكمية وتركيبها الكيميائي وكذلك يكون تصريف الدموع سليماً, ولكن تكمن المشكلة في توزيع الدموع على سطح القرنية, وتنتج هذه الأمراض نتيجة وجود ضعف أو ترهل في الجفون مما يؤدي إلى فشلها في القيام بمهمتها كمضخة لتوزيع الدموع التي تسقط على الجفون والوجنتين بدون أن تقوم بوظيفتها في العين ويحدث ذلك غالباً في حالات ارتخاء الجفون أو تهدل الجفون الشديد عند كبار السن وفي حالات شلل العصب السابع (عصب الوجه) ويمكن علاج هذه الحالات عن طريق إعادة شد الجفون وتقوية عضلات الجفون.

انسداد القناة الدمعية الخلقي عند حديثي الولادة:

وهو أكثر أنواع الانسداد شيوعاً حيث يصيب حوالي 2-4% من الأطفال عند الولادة وهي نسبة عالية.

وعلى عكس المعتقد فإن الأطفال عند الولادة يكونون قادرين تماماً على إفراز الدموع بكمية تتناسب مع احتياجاتهم, كمان أن حوالي 96% منهم تكون القنوات الدمعية عندهم قد اكتمل نموها وقادرة على تصريف الدموع بكفاءة إلى تجويف الأنف حيث أن تكوين القنوات الدمعية يكتمل مع بلوغ الجنين الشهر التاسع من الحمل.

أما في نسبة 2-4% من الحالات فإنه يكون هناك تأخير في تكوين القنوات الدمعية مما ينتج عنه انسداد وعدم قدرة على تصريف الدموع للأنف, ويحدث ذلك في إحدى أو كلتا العينين وتظهر في صورة التهابات متكررة مع إفراز دائم بالعين منذ الأيام الأولى بعد الولادة.

كما تزيد النسبة بصورة كبيرة في الأطفال المبتسرين الذين تمت ولادتهم قبل الشهر التاسع من الحمل كما تزيد النسبة أيضاً في حالات زواج الأقارب أو في حالة حدوث هذه الحالة في أحد الأخوة أو الأخوات من قبل.

وفي الحالات البسيطة عادة ما ننصح الأم والأب بالانتظارحتى يبلغ المولود الشهر السادس من العمر مع استخدام بعض القطرات المطهرة وعمل تدليك للقنوات الدمعية للمساعدة في تصريف الدموع أنا إذا استمرت الحالة إلى أكثر من 6-9 شهور أو إذا تكررت التهابات العين الصديدية فيجب عندئذ التدخل فوراً لتوسيع القنوات الدمعية قبل حدوث أي تلفيات بها أو انتقال الالتهاب الصديدي للعين.

وقد أثبتت كل الأبحاث العلمية أن أنسب وقت للتدخل بتوسيع القنوات الدمعية هو الشهر التاسع بعد الولادة حيث تبلغ نسبة النجاح في هذا التوقيت 98% من الحالات ثم تقل النسبة بدرجة كبيرة إذا تخطى الطفل عامه الأول.

وقد أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بالاشتراك مع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يتم إجراء عملية التوسيع للأطفال ما بين الشهر التاسع والشهر الثاني عشر من الولادة لضمان أعلى نسبة نجاح, أما إذا تأخرت العملية عن ذلك الوقت فيجب عندئذ تركيب أنبوبة مؤقتة داخل القناة الدمعية لمدة عدة أشهر ثم إزالتها لضمان توسيع القنوات الدمعية.

وفي حالة تأخير العملية لما بعد عمر ثلاث سنوات فيجب عندئذ فتح القنوات الدمعية جراحياً مع عمل فتحة في جدار الأنف لضمان النجاح... ومن هنا ننصح الآباء والأمهات بسرعة عرض الأطفال حديثي الولادة على طبيب العيون المتخصص إذا تعرضوا لأنسداد في قنوات الدموع أو تكرار حدوث التهابات بالعين مع نصحهم بالتدخل في الوقت المناسب لضمان الشفاء بأقل قدر من التدخل الجراحي.

أما في حالة الحاجة لتركيب أنبوبة داخل القنوات الدمعية فيجب استخدام الأنابيب الخاصة بالأطفال المعروفة باسم الأنابيب أحادية الرأس لتناسبها مع قطر القنوات الدمعية في الأطفال وعدم الحاجة لاستخدام مخدر عند إزالتها.

انسداد القنوات الدمعية عند كبار السن:

وهو نوعان: نوع أولي يحدث بدون سبب ظاهر ونوع ثانوي ينتج عن أمراض الأنف والجيوب الأنفية وإصابات الجفون والأنف وهذا النوع الثاني أقل شيوعاً وإن كانت نسبته تزداد مع ازدياد حالات التدخل الجراحي لعلاج أمراض الأنف والجيوب الأنفية خاصة مع التوسع في استخدام المنظار الجراحي في مثل هذه الحالات.

أما النوع الأول وهو أكثر الأنواع حدوثاً فيحدث بنسبة عالية في السيدات تفوق نسبة الرجال المصابين به حوالي 6:1 أي رجل مصاب لكل 6 سيدات مصابات بالانسداد وعادة ما يحدث ذلك بعد سن الأربعين... ورغم عدم معرفة السبب بصورة قاطعة فقد ثبت أن هناك عاملين مهمين يساعدان على حدوث الانسداد:

العامل الأول: هو تكرار التهابات العين (الرمد).

العامل الثاني: هو استخدام القطرات القابضة مثل  البريزولين وشبيهاتها... ومن المؤسف أن هذه القطرات يتم استخدامها في مصر بصورة كبيرة وعلى نطاق واسع وبدون استشارة الطبيب في أغلب الأحيان رغم أن الأبحاث أثبتت أنها تؤدي بصورة مباشرة إلى تليف بالملتحمة وأنسجة القنوات الدمعية العليا.

ويؤدي انسداد القنوات الدمعية إلى احتباس الدموع بالعين ثم تساقطها علي الجفون والوجنتين مما يؤدي إلى التهاب بالجفون نتيجة أن الدموع محملة بمواد ناتجة عن بقايا التمثيل الغذائي وأن نسبة الحموضة بها أكثر مما يحتمله الجلد الرقيق الذي يغطي الجفون.

وخطورة هذه الحالة هو حدوث التهابات صديدية بالقنوات الدمعية وقرنية العين مما قد يؤدي إلى فقدان البصر. ونحن كأطباء متخصصين نشبه هذه الحالة بالقنبلة الموقوتة التي قد تؤدي إلى الانفجار في أي وقت وينتشر الصديد إلى داخل مقلة العين.

وعند تشخيص الحالة فيجب معرفة مستوى ومكان الإنسداد في القنوات الدمعية حيث يتوقف نوع العلاج على مكان الإنسداد وهل الإنسداد في القنوات الدمعية العليا أم في الكيس الدمعي أم في القناة الدمعية الرئيسية ويمكن معرفة ذلك بالكشف الإكلينيكي وبإجراء بعض الأختبارات لتحديد مكان الإنسداد بدقة.

وفي حالة الإنسداد بالقنوات الدمعية العليا فيمكن علاج بعض الحالات دوائياً في المراحل الأولى, أما في المراحل المتأخرة فيجب إجراء عملية توسيع للقنوات باستخدام أجهزة مثل تربنة القنوات الدمعية العليا مع تركيب دعامات قنوات دمعية أحادية الرأس أو إعادة تشكيل القنوات الدمعية العليا باستخدام الميكروسكوب الجراحي... كما يمكن أيضاً زرع موسع قناة دمعية عليا يساعد على توسيع القناة ومرور الدموع إلى القناة الرئيسية وتجويف الأنف وهو مشابه في تصميمه لمثيله المستخدم في توسيع الشرايين التاجية بالقلب ويمكن بقاؤه مدى الحياة بدون الحاجة للجراحة أو لإزالته وقد بدأ استخدامه منذ عدة سنوات بنتائج مشجعة.

وفي الحالات التي بها انسداد تام يمكن استخدام أنابيب قنوات دمعية مثل أنبوبة جونز وأنبوبة ميتيرو لتفادي الإنسداد.

أما في حالات انسداد القناة الدمعية الرئيسية فالحل هو إجراء عملية توصيل القناة الدمعية بالأنف وقد تطورت هذه العملية بصورة كبيرة وأصبح من الممكن عملها باستخدام تخديرموضعي وبدون فتح خارجي أو باستخدام فتحة صغيرة ومن داخل الأنف باستخدام الليزر الجراحي.

وتبلغ نسبة نجاح هذه العملية الآن أكثر من 95% بالتخدير الموضعي وبدون الحاجة للبقاء بالمستشفى أو تغطية العين وقد بدأ حديثاً استخدام بالون جراحي لتوسيع القناة الدمعية الرئيسية باستخدام المنظار ودون الحاجة للفتح الخارجي ويمكن استخدام هذه الطريقة في الأطفال والكبار.