الحاجـــب ( The Eye Brow )

 

الحاجب هو جزء سميك من الأنسجة يقع ما بين الجفن العلوي والجبهة ويماثل في تكوينه فروة الرأس, ويفصل ما بين الحاجبين جزء أملس من الجلد يقع أعلى الأنف.

والحاجب تشريحياً يتكون من عدة طبقات هي طبقة الجلد وتمتاز يزيادة ملحوظة في السمك عن جلد الجفن وهو متحرك بسهولة ومغطى بالشعر ثم تأتي طبقة من الأنسجة الليفية وتحتها طبقة العضلات التي تقوم بتحريك الحاجب. وهي كالآتي:

عضلة الجبهة وتقوم برفع الحاجب لأعلى خاصة من ناحية الخارج ناحية الأذن.

العضلة الدائرية المحيطة بالعين وتقوم بخفض الحاجب لأسفل من ناحية الأذن أيضاً.

العضلة المقربة للحاجبين وما فوق الحاجبين وهي مسئولة عن خفض الحاجب من الناحية الداخلية (ناحية الأنف) وعن تقليل المسافة ما بين الحاجبين عند انقباضهما وهذههي العضلة المسئولة بصفة رئيسية عن تكوين خطوط التجاعيد في منطقة ما بين الحاجبين المعروفة باسم خطوط التكشير.

 

أما شعيرات الحاجب فهي تختلف عن شعيرات فروة الرأس في كونها أكثر سمكاً وأكثر قوة كما أن معدل نموها أقل ويمكن تشبيه الحاجب بشكل حرف الواو أو الموزة بحيث له رأس ناحية الأنف, وتقع أسفل قليلاًعن جسم الحاجب ثم ذيل الحاجب ناحية الأذن ويقع أعلى قليلاً من الجسم.

وتوجد اختلافات متعددة في شكل الحاجب بين الأشخاص كما توجد اختلافات في القدرة على تحريك الحاجب.


أمراض الحاجب:

يتأثر الحاجب بالعديد من الأمراض التي تصيب فروة الرأس أو الجفون وهناك أمراض تؤدي إلى فقدان الحاجب مثل الجذام أو الزهري أو اضطراب الغدة الدرقية كما توجد أمراض تؤدي إلى تغيير لونه مثل متلازمة "فوجت – هارادا" Vogt Koyanagi Syndrome.

أما أكثر ما يصيب الحاجب من أمراض فهو فقدان أنسجة الحاجب كلياً أو جزئياً نتيجة إصابات مثل حوادث السيارات أو المشاجرات أو إصابات الأطفال أثناء اللعب حيث تؤدي الجروح التي تنتج في بعض هذه الحالات – خاصة إذا لم يتم معالجتها جراحياً في الوقت المناسب وبالأسلوب السليم – إلى ترك ندبة بمكان الحاجب خالية من الشعيرات أو إلى فقدان جزء كبير من أنسجة الحاجب مثل الذيل أو الرأس.

وعلاج هذه الحالات ليس هيناً بعد ذلك حيث قد يستلزم استئصال مكان الندبة أو زراعة جزء من فروة الرأس بدلاً منها.

تغيير شكل ومكان الحاجب:

مع تطوير عمليات التجميل أصبح من الممكن الآن تغيير مكان وشكل الحاجب (خاصة ترقيقه) عن طريق الحقن أو عن طريق الجراحة.

ويتم رفع الحاجب خاصة من الناحية الخارجية (ذيل الحاجب) عن طريق إضعاف العضلات المسئولة عن خفضه وهي العضلة الدائرية المحيطة بالعين والعضلة المقربة للحاجبين باستخدام حقن البوتكس. حيث يتم حقن حوالي خمس وحدات من مادة البوتكس في العضلة الدائرية وحوالي 15-20 وحدة في العضلة المقربة للحاجبين في منطقة "على شكل مثلث" مع تفادي الحقن في العضلة الجبهية أعلى الحاجب فيؤدي ذلك إلى رفع الحاجب خاصة من الناحية الخارجية.

وقد أصبحت هذه الطريقة الآن هي أكثر طرق رفع الحاجب استخداماً وأكثرها أماناً كما أنها تعطي المريض حرية التحكم في درجة ارتفاع الحاجب.

عمليات رفع الحاجب: Brow Lift

ويمكن أيضاً إجراء رفع الحاجب جراحياً إما أثناء عملية تجميل الجفون العلوية وبدون أي فتح ثانوي في منطقة الحاجب أو كعملية منفصلة عن طريق فتحة بسيطة أعلى شعيرات الحاجب.

هذه العمية يتم إجراؤها في حالات سقوط وتهدل أنسجة الحاجب إذا كانت غير مصحوبة بتهدل في الجفون.

وثالث هذه العمليات هي عملية رفع الحاجب عن طريق فتحة في فروة الرأس وفيها يتم عمل فتحة جراحية كبيرة نسبياً أعلى الجبهة وتحت فروة الرأس ثم يتم شد الجبهة والحاجبين معاً.

أما أحدث عمليات رفع الحاجب فهي التي تتم باستخدام المنظار الجراحي حيث يتم عمل فتحة أو أكثر طول كل واحدة لا يتجاوز 1مم في أعلى فروة الرأس ثم يتم إدخال منظار جراحي ورفع الحاجب عن طريقها وبكفاءة عالية تماثل الجراحة التقليدية كما يمكن من خلال المنظار التحكم في شكل الحاجب أيضاً.

ونود أن نشير إلى أن طبيب التجميل المتمكن يجب أن يراعي شكل ومكان الحاجب قبل إجراء أي عملية تجميل في الوجه عامة أو في الجفون حتى لا يتأثر وضع الحاجب سلبياً بعد العملية أو تؤدي العملية إلى تهدل بالحاجب... فمثلاً بعض الحالات التي تبدو وكأنها تعاني من سقوط وتهدل بالجفون هي حقيقة تهدل بالحاجب نتج عنه سقوط ثانوي بالجفن العلوي نتيجة ضغط الحاجب على الجفن وإذا تم إجراء عملية للجفون في هذه الحالة بدلاً من رفع الحاجب تزداد الحالة سوءاً ولا تتحسن.

ويجب أيضاً ملاحظة القياسات اللازمة للمسافة ما بين الحاجب وحافة الجفن أثناء عمليات تجميل الجفون فلا يجب مطلقاً شد الجفون أو إزالة جزء كبير من جلد الجفون المترهل بحيث تقل المسافة بين الحاجب وحافة الجفن عن حوالي 20مم وإلا تعرضت العين لفقدان القدرة على الإغلاق وللدموع بصورة مستمرة.

وأخيراً فإن تهدل الحاجب الذي يؤدي إلى تهدل وسقوط ثانوي بالجفن العلوي أصبح الآن واحداً من أكثر أسباب حدوث الصداع في الرأس والجبهة وتفسير ذلك أن تهدل الحاجب يؤدي إلى انقباض مستمر في العضلة الجبهية كمحاولة من مراكز المخ لعلاج التهدل ولأن العضلة غير قادرة على تحمل الانقباض المستمر لعدة ساعات فيحدث الألم الذي يشعر به المريض على هيئة صداع في منطقة الجبهة والعين خاصة مع العمل أو عند نهاية اليوم.

وهذه الحالات تستجيب بصورة كبيرة للحقن بمادة البوتكس أو لعمليات رفع الحاجب حتى يختفي الصداع المزمن.