بصمة العين

كل منا يعرف أن بصمة يده تختلف عن بصمة الآخرين حتى وإن كانوا أقرب الناس اليه... فمن الصعب أن تتشابة بصمة إبهام يدك اليمنى مثلاً مع بصمة إبهام والدك أو ابنك أو أي إنسان آخر على سطح الكرة الأرضية...
كذلك فقد وجد العلماء أن عينيك لا يمكن أن تتشابه مع عين شخص آخر يعيش في أوروبا أو أمريكا لأن هناك أكثر من 50 عاملاً تحدد شكل بصمة العين التي تجعل منها بطاقة شخصية متميزة ومتفردة... وأكدوا على أنه من المستحيل أن تتشابه عينان تشابهاً تاماً حتى ولو اشتركتا في أكثر من خاصية تقارب...
فبصمة العين تستخدم حالياً في المطارات و  المجالات العسكرية و تعتمدها البنوك في تأمين خزائنها بعد بصمة الصوت التي ذاع صيتها من قبل بصمة العين.
وقد اكتشف أطباء العيون "بصمة العين" اكثر من خمسة عشر سنة تقريباً... فقد أجرى بعض الأطباء بحثاً على نحو ألفي عين لتحديد مدى التفاوت والاختلاف أو التقارب بينهما, وثبت من خلال أبحاثهم أن لكل عين شكلاً خاصاً بها, وأنه لا توجد عين لها نفس خصائص العين الأخرى, ومن هنا خرج العلماء ببصمة العين التي تقارب بصمة يد الإنسان وربما تكون أكثر دقة منها.

ولكن كيف يمكن رؤية بصمة العين؟

يمكن رؤية بصمة العين عن طريق جهاز يسمى "المصباح الشقي" وهو جهاز يستخدمه أطباء العيون, ويصدر هذا الجهاز حزمة ضوئية تخترق العين بصورة مائلة لمعرفة الطبقات المكونة للعين سواء كانت طبقات القرنية أو القزحية أو الحدقة أو غيرها, ويمكن لهذا الجهاز تكبير بصمة العين 300 مرة بل ورؤية القزحية الملونة, ومجمل التفاصيل التي يراها الطبيب على الشاشة التليفزيونية مكبرة 300 مرة هي البصمة التي تميز عين شخص عن آخر.
فبصمة القزحية هي مجموعة الثقوب والشقوق التي يتركز بعضها حول حدقة العين وهي تختلف من شخص الي آخر من حيث العدد والشكل بل وحتى المسافة فيما بينها, إضافة إلى أن الصبغات الملونة للقزحية تختلف من شخص إلى آخر حتى وإن اشتركا في درجة اللون, لأن هناك فروقاً كبيرة داخل اللون نفسه مما يشكل البصمة المميزة والمتفردة.
بل إننا قد نجد أحياناً أن قزحية العين تحتوي على "نمش" يشبه نمش الوجه. وهو عبارة عن خلايا صبغية, وحتى هذا النمش يختلف من شخص إلى آخر.
ويؤكد أطباء العيون أن بصمة العين يستحيل تزويرها بأي شكل من الأشكال , ويعتقد الكثيرون أن استخدامات كثيرة تنتظر بصمة العين في المستقبل.
إن استخدامات بصمة العين كثيرة لأنها أكثر دقة إضافة إلى أنها نادرا ما تكون معرضة لعوامل التغيير لوجودها داخل العين... فبصمة الصوت أو الأصابع يمكن أن تتعرض لمسببات خارجية تؤثر عليها و كذلك بصمة العين... ...  فثمة أسبابً قد تؤدي إلى التأثير على بصمة العين وأول هذه الأسباب أن بعض الأدوية التي تستخدم في علاج المياه الزرقاء  قد تؤدي إلى حدوث تغيير في لون القزحية إلى اللون البني في بعض أجزاء منها .
كما أن أغلب التهابات القرنية تؤثر على القزحية, وبالتالي قد تؤدي هذه الالتهابات إلى اختفاء بصمة العين, وهناك نوع من القطرات المؤثرة على القزحية وبالتالي على بصمة العين , وهي القطرات المضيقة لحدقة العين, حيث تؤدي أحياناً إلى حدوث التصاقات ما بين القزحية وعدسة العين, وبالتالي يمكن أن تكون لها تأثير على بصمة العين بعد استخدامها لفترات  طويلة.
أما في حالة إصابة القزحية في حادث مثلاً... فإن تغير بصمة العين أمر حتمي , لأن إجراء عملية جراحية مثلاً لقطع في القزحية سيؤدي إلى التحام الجزء المقطوع من جزء آخر وبالتالي ستختفي أجزاء من نسيج القزحية, وبالتالي حدوث تغيير بدرجة كبيرة في بصمة العين الأصلية.